أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي
دعا
التوسع الأفقي والرأسي في التعليم العالي وتطوره السريع الكثير من
جامعاتنا إلى الشراكة الدولية مع كبرى مؤسسات التعليم العالي الدولية، وفي
سعيها نحو العالمية أرادت جامعة الملك عبدالعزيز أن تستنير بالخبرات
الدولية في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، ومن هنا نشأت فكرة الهيئة
الاستشارية الدولية التي من أهم أهدافها تزويد الإدارة العليا للجامعة
ومتخذي القرار بوجهات نظر عالمية متعلقة بأهم القضايا التي تعتني بها
الجامعات في العالم للرقي والتطور وخدمة المجتمع.
وامتداداً لرؤية ورسالة جامعة المؤسس وخطتها الاستراتيجية فإن أحد
أهدافها الأساسية التوسع في الشراكات العلمية والبحثية مع المؤسسات العلمية
والصناعية الدولية المرموقة المشهود لها بالتميز في مجالها، وذلك في نطاق
سعي الجامعة نحو العالمية والتطوير، والارتقاء بكفاءتها، وتدعيم سمعتها،
وتحسين أدائها الأكاديمي والبحثي، بالإضافة إلى خدمة المجتمع.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، ناقش مجلس التعليم العالي في جلسته الثامنة
والخمسين في 18/2/1431هـ الدراسة التي أعدتها الجامعة لإنشاء الهيئة
الاستشارية الدولية للجامعة ومعايير اختيار أعضاء هذه الهيئة، واتخذ قراره
بتأسيس الهيئة الاستشارية الدولية لجامعة الملك عبدالعزيز وتوج ذلك التأسيس
بالموافقة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس
التعليم العالي -يحفظه الله-.
ومن هنا فقد وقع الاختيار على عدد من الأكاديميين والصناعيين الذين
يحتلون مناصب عالية في بلادهم ليعطوا زبدة خبراتهم، سواء فيما يتعلق
بالتعليم العالي أو البحث العلمي أو ما يهم سوق العمل للخريجين.
في هذا الإطار تم اختيار (20) شخصية أكاديمية وصناعية من الرواد
البارزين عالمياً في مجالات الفكر والتعليم العالي والصناعة والإنتاج، من
إحدى عشرة دولة شملت: اليابان، والصين، وسنغافورة، وتركيا، والنمسا،
وبلجيكا، والدنمارك، وإسبانيا، وفنلندا، والولايات المتحدة الأمريكية،
بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، هؤلاء الذين تم اختيارهم هم من
الشخصيات الدولية من أهل الخبرة والمعرفة والمكانة المرموقة، وذلك
للاستفادة من خبراتهم ورؤيتهم الثاقبة في إبداء النصح والمشورة المتعمقة،
وتبادل الرأي حول ما يهم الجامعة في مسيرتها التطويرية والإبداعية محلياً
وعالمياً.
وهذا التنوع في المدارس الفكرية للمختارين في مجالات التعليم العالي
والبحث العلمي والصناعة لعضوية الهيئة يجعل المجال مفتوحاً لتبادل الرؤى
ووجهات النظر العالمية في مختلف القضايا التعليمية والبحثية، والتي تهتم
بها الجامعات العالمية والشركات الصناعية العملاقة.
ونظراً للتشكيل المتنوع للهيئة من مختلف دول العالم، فإنه لا عجب أن
تعقد اجتماعاتها المتتالية في أكثر من بلد في العالم مثل إسبانيا وبعد ذلك
في تركيا، فهذا من تبعات العالمية التي تسعى إليها معظم جامعات العالم.
وتتطلع الجامعة إلى المساهمات الفعالة من أعضاء الهيئة الاستشارية
الدولية ليزودوا الجامعة بالخبرات العالمية المناسبة فيما يتعلق بالبرامج
التعليمية والأبحاث العلمية وغيرها مما يهم الجامعة في مجال التخطيط الهادف
الذي تأمل الجامعة أن يكون في صالح الوطن والمواطن.
وحققت الهيئة الاستشارية الدولية عدداً من الأهداف الحيوية منها:
1- المشاركة في إعادة صياغة أهداف الجامعة الاستراتيجية وأولوياتها
وتوجهاتها ومسارات العمل بها من أجل بلوغ الغايات في مجالات التعليم والبحث
العلمي وخدمة المجتمع.
2- الاستفادة من علم وفكر وخبرة أعضاء الهيئة في توظيف محركات أداء جديدة لانفتاح الجامعة على علوم المستقبل.
3- تدعيم مكانة وحضور الجامعة عالمياً من خلال إنجازاتها وخاصة البحثية والابتكارية.
4- الإسهام في تشكيل تحالفات استراتيجية بين الجامعة ومؤسسات المجتمع
الإنتاجية والخدمية وكذلك المؤسسات العلمية والشركات الصناعية العالمية.
5- إنشاء وتفعيل شراكات وتوأمة مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية العالمية.
ولاشك أن سبق الجامعة وريادتها في تأسيس الهيئة الاستشارية الدولية
يُؤكِّد ما حققته عالمياً في مجال التصنيف الدولي حيث حصلت مؤخراً في تصنيف
التايمز (THE) على المركز 49 آسيوياً من بين أكثر من 3500 جامعة آسيوية،
وحققت المركز الأول عربياً وسعودياً، إنها فقط مؤشرات على سلامة الرؤى
والأهداف وصلابة المسير نحو العالمية.